البترول والطاقة

حرب أكتوبر وبداية إنطلاقة قوية لقطاع البترول المصري


في يوم 4 أكتوبر، 2025 | بتوقيت 3:13 م

 

عماد حمدي منسي

تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى ٥٢ لإنتصارات حرب أكتوبر المجيدة التي سطرت بتضحيات أبناء الشعب المصري تاريخ من النور…. فالنور دائما ما يأتي بعد الظلام.

إنه نور الحرية وإستعادة الكرامة بعد سنوات تحمل فيها شعبنا العظيم الكثير والكثير وإرتوت بدمائه أرض سيناء الغالية لتنبت أشجار الحرية وليثبت للعالم أجمع أنه الهرم الصامد على مر التاريخ وان عظمة المصري لم تأتي من فراغ، فكيف وهو من صنع التاريخ وأقتبست منه الشعوب علومها ومعارفها على مر العصور.

وها هي قطع من الآثار المصرية الخالدة تزين بعض المتاحف العالمية بكل كبرياء وشموخ، تشهد على براعة المصريون في مختلف أنواع المعرفة.

 إن حرب أكتوبر بكل تفاصيلها التي أبدعها المصريون لازالت تدرس حتى اليوم في كبري الأكاديميات العسكرية العالمية والتي تشهد على براعة التخطيط الاستراتيجي المصري وتطوره المثير للاعجاب والتأمل و الذي اذهل العالم خلال مراحل الحرب بالإضافة إلى المفاجأة التكتيكية التي غيرت من مفاهيم الحرب ، التي تعد علامة فارقة في تاريخ القوات المسلحة المصرية بكل شموخها رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها.

لقد كانت حرب أكتوبر ١٩٧٣ هي البداية لاسترجاع حقول البترول المتواجدة في سيناء – أرض الفيروز من قبضة من الاحتلال الإسرائيلي، بعد نصر تاريخي أعاد لمصر جزء غالي من ترابه الوطني ، حيث عقدت مفاوضات استمرت لمدة عامين تم بعدها عودة حقول البترول في ١٧ نوفمبر 1975 و أصبح هذا اليوم عيدا سنوياً لقطاع البترول تكرم فيه الشخصيات التي أثرت القطاع بعطائها وزينته بخبرتها بالإضافة إلى تكريم ومنح الدروع التذكارية للشركات المتميزة بعملها ، وكان حقل شعاب على بجنوب خليج السويس هو آخر من تم إستعادته فى 25 نوفمبر 1979، وذلك بعد توقيع اتفاقية السلام

حيث عادت شعلة البترول المصري لتضي السماء وتنعكس على الأرض فتحتضنها بكل الحب لتسير معها عجلة الإنتاج وينتشر الرخاء في ربوع مصر، حيث تم إنشاء الشركة العربية لانابيب البترول ” سوميد ” كنموذج للاستثمار العربى المشترك فى يناير 1974.

 واكتشاف أول حقل للغاز الطبيعى في مصر “أبو ماضى” بدلتا النيل عام 1975 ، وفى عام 1976 صدر القانون رقم 20 بإنشاء الهيئة الم​صرية العامة للبترول ، كما اعيد تأسيس الشركة الشرقية للبترول تحت اسم شركة بترول بلاعيم – بتروبل في عام 1978، وفي مايو 1981 تم إطلاق الغاز الطبيعى فى أول وحدة ​سكنية بمنطقة حلوان ليكون مقدمة لتوصيل الغاز الطبيعي في مصر الذي تطور لاحقاً ليصل إلى اغلب المناطق ، و يونية 1987 افتتاح أكبر وأحدث كشف للغاز الطبيعى بمنطقة الصحراء الغربية والذى حققته شركة خالدة (كشف طارق) ، والذي توالت بعده الكثير والكثير من الاكتشافات في شتى أنحاء مصر وفي ظل عمل مخلص ودؤوب من أبناء قطاع البترول،  و 1989 شهد انضمام مصر لرابطة منتجى النفط الأفارقة – الأبا .في ديسمبر 1990 تم عقد الاجتماع الوزاري الخامس والأربعين لمنظمة الأوابك في القاهرة برئاسة مصر

وتتوالى إنجازات قطاع البترول التي يشهد علي مر السنين جهوداً غير مسبوقة من توقيع اتفاقيات مع كبرى شركات البترول العالمية للاستكشاف والبحث والتنقيب عن البترول والغاز وزيادة الإنتاج لتأمين احتياجات السوق المحلي وتقليل الفاتورة الاستيرادية ،في فكر استراتيجي رائع و مبتكر مع عمل جماعي متكامل حيث الإهتمام بالعنصر البشري احد أهم ركائز التنمية و تشجيع ودعم من الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية التي لاتألو جهدا في مساندة قطاع البترول والثروة المعدنية المصري.

ومانراه حالياً من عمل متواصل وجهد دؤوب من المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية من خلال إجتماعاته وزياراته المستمرة لمواقع العمل، بالإضافة إلى مشاركته الفعالة في كبري المؤتمرات الدولية، حيث يسهم ذلك في جذب الاستثمارات الأجنبية لقطاع البترول، كل هذا دليل على نجاح القطاع.

واخيرًا وليس آخرا لازال الجهد يتواصل في همة ونشاط و العرق المصري يروي الأرض وينبت ثمار الخير.

وقد أبدع شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدة من أروع قصائده، مصر تتحدث عن نفسها، والتي غنتها كوكب الشرق أم كلثوم الصوت الذي يشدو فتنصت الأذان، أم كلثوم بكل مافيها من عظمة الفنان وكبرياء الإنسان فأذهلت القلوب قبل العقول.

إن مجــدي في الأوليات عريــق…. من له مثـل أولياتـــي ومجـــدي….. أنـــــا إن قــــدَّر الإلـــــه ممـــــاتــي…… لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي….. مــا رمــاني رامٍ وراح سلـــيمـــاً….. من قــديم عنايـــة الله جنــدي

حفظ الله مصر

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!