مصر تتسلم جائزة الآغاخان الدولية عن مشروع “إعادة إحياء إسنا التاريخية” بالأقصر

نيابة عن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، شاركت الدكتورة سها بهجت مستشار الوزير لشئون التدريب، ضمن الوفد المصري برئاسة الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية في فعاليات تسلم مصر جائزة الآغاخان للعمارة في دورتها السادسة عشرة لعام 2025، والتي فاز بها مشروع “إعادة إحياء إسنا التاريخية” بالأقصر، وذلك في حفل كبير أقيم في بالعاصمة بشكيك في جمهورية قيرغيزستان.

ضم الوفد المصري المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، إلى جانب الشركاء المؤسسين لمؤسسة تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة الجهة المصمممة والمنفذة للمشروع.

كما شهد الحفل حضوراً واسعاً من كبار الشخصيات المحلية والدولية، وممثلي الدول الفائزة، وكبار المعماريين والخبراء الثقافيين من مختلف أنحاء العالم.

وأعرب شريف فتحي عن سعادته بفوز مصر بهذه الجائزة العالمية، والتي تعيدها مجدداً إلى واجهة المشهد المعماري العالمي بعد أكثر من عشرين عامًا من الغياب، منذ فوز مكتبة الإسكندرية عام 2004 ومتحف النوبة عام 2001.

وثمن الوزير على الجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية بما ساهم في خروج المشروع على الوجه الأمثل، لافتا إلى أن هذا الفوز يُمثل محطة فارقة في عودة العمارة المصرية إلى مكانتها العالمية، مضيفا أن المشروع يعد نموذجاً ملهماً يمكن تكراره في مدن مصرية أخرى تجمع بين الحفاظ على الهوية المحلية وتطلعات المستقبل.

فيما أوضحت الدكتورة سها بهجت، أن فوز مشروع “إعادة إحياء إسنا التاريخية” جاء تقديرا لتجربة مميزة في التعاون بين مختلف شركاء التنمية من القطاع العام والمجتمع المدني والجهات المانحة، مشيرة إلى أن لجنة التحكيم العليا للجائزة اعتبرت المشروع نموذجا متفردا يتجاوز حدود مشروعات الحفاظ العمراني التقليدية، إذ جمع بين صون التراث وتعزيز الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مع مشاركة فاعلة من المجتمع المحلي.

وأضافت أن اللجنة أكدت أن ما تحقق في إسنا يبرز دور التراث غير المادي مثل الحرف اليدوية والممارسات الثقافية والمطبخ التقليدي، باعتبارها عناصر جوهرية في عملية الإحياء العمراني والثقافي. وقد تم توثيق أكثر من 20 مبنى تراثيًا، و25 وصفة طعام محلية، وإطلاق مبادرات اقتصادية صغيرة تقودها سيدات إسنا مثل “مطبخ أوكرا” و”ورشة الأعمال الخشبية”.

أن مشروع إحياء مدينة إسنا التاريخية قام بتصميمه وتنفيذه مؤسسة “تكوين لتنمية المجتمعات المتكاملة” بتمويل من شركاء دوليين من بينهم حكومات الولايات المتحدة، وهولندا، وإسبانيا. تميز المشروع برؤية تنموية شاملة تمزج بين الحفاظ على التراث العمراني وإحياء الأنشطة الاقتصادية والثقافية في المدينة، بحيث تضمن ترميم وكالة الجداوي وفتحها للجمهور لأول مرة منذ عقود، وتحسين موقع معبد خنوم، فضلا عن تطوير سوق القيسارية التقليدي، وتجديد واجهات 15 مبني تراثي وتطوير البازارات التاريخية، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 400 شاب وفتاة من إسنا في مجالات الحرف التقليدية والترميم والإرشاد السياحي.

تجدر الإشارة إلى أن جائزة الآغاخان للعمارة تأسست عام 1977، وتعد من أكبر الجوائز العالمية في مجال العمارة، إذ تمنح مرة كل ثلاث سنوات للمشروعات التي تحقق التوازن بين التميز المعماري وتلبية الاحتياجات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات. وتكرم الجائزة جميع المساهمين في إنجاز المشاريع الفائزة، بدءا من المعماريين والبنائين وصولا إلى البلديات والحرفيين.