المقالات

محمود السيوفي يكتب : وداعًا يا أخى ويا صديقى


في يوم 13 سبتمبر، 2025 | بتوقيت 9:05 ص

 

هى كتابة بطعم العلقم ، من أصعب ما كتبت على نفسى ، “كتابة دمها ثقيل” ، أن تكتب رثاء لأخ وصديق وعشرة عمر،  هى صعبة جدًا لو تعلمون ، وهى من المرات القليلة التى تخالفنى كلماتى..لا أعرف من أين أبدا ، هل من أول معرفتى به منذ أكثر من ثلاثين عامًا ، أم من تواصلنا المستمر ونقاشنا الذى لم ينقطع عن الشأن السياحي، أم من السؤال عن الأسرة والاطمئنان على بعضنا ..ياه يا أشرف خبر وفاتك صعب على النفس ، وصدمة كبيرة تزلزل الجسد وتوقف العقل عن التفكير ، لكنها هى الحقيقة الوحيدة وسبحان من له الدوام .

.. وأشرف الجداوى ، هو ابن الكاتب الصحفي الكبير والأستاذ  عبدالمنعم الجداوى، الذى ترك له إرثًا كبيرًا من الثقافة والمعرفة ، فأصبح بفضل ما تعلمه منه أحد فرسان الكلمة المشهود لهم بالكفاءة والإخلاص..ولايمكن لمن عرفه أن ينساه..رجل تجد فيه كل الخصال الجميلة ،محب للجميع ،يمتلك قلب طيب ” قلب طفل” ..إنسان بمعنى الكلمة، من السهل أن تجده يبكى لأبسط الأسباب أو المواقف ،يتأثر جداً بأى موقف بالرغم من مواقفه الحادة والواضحة ، لكن تصالحه مع نفسه جعلته لا يعرف الغل أو الحقد.

..هو حالة لا يمكن أن تنساها ،فهو لم ينسى يوماً أنه ابن هذا الشعب المصرى البسيط ،الذى استطاع أن ينحت فى الصخر حتى يصبح أحد الكتاب البارزين ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربى ، وهو الذى بدأ أولى التجارب الصحفية المتخصصة في الشأن السياحى ، قدم فيها صحافة على” المزاج”، تحترم التقاليد وتحتفظ بكبريائها  ،وهو شاهد على كل الأحداث الهامة فى قطاع السياحة، وعنصر رئيس فى كل ما شهده القطاع خلال السنوات الماضية ، بكتاباته وأسلوبه الشيق فى طرح قضاياه ، لينضم إلى قائمة من العظماء الذين ساهموا بكل إخلاص فى بناء نهضة  القطاع السياحي .

..وأشرف الجداوى ، رجل كان يحمل قلب كبير قد تجده ينفعل أحيانآ، لكنه في دقائق قليلة يرجع عن ذلك ويتحول إلى طيبه مفرطة وحب للجميع  ،يحس بهموم وآلام البسطاء ويتفاعل معهم ،بل ويحرص على الدفاع عنهم من بطش أهل السطوة وأهل الثقة  .

وبعلاقتى به ..اُشهد الله أننى لم أرى منه إلا كل خير ،ولم أعرف عنه إلا حبه للجميع،كان يجتمع عنده الأحباب والأصدقاء ،فى مكتبه المفتوح للجميع ،وقلبه الأبيض الصافى الذى لايحمل حقداً أو غلاً لأحد ،رجل متسامح مع الجميع ،وقبل كل ذلك متسامح مع نفسه ، وأتذكر بحكم قربى الشديد منه عدد من المواقف التى تثبت المعدن النفيس لهذا الرجل ومدى حرصه على ارضاء الجميع وجبر خواطرهم والوقوف مع أصدقائه بكل رجولة .

رحم الله أخى وصديقى وعشرة العمر الجميل الفارس النبيل أشرف الجداوى، وخالص عزائى لأسرته وابنه مروان ، وتلاميذه ومحبيه..تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته،  وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!