
ماذا يحدث في المواقع الأثرية؟
……………………
أولًا : مقطع فيديو منتشر عن سقوط” ستاند” فى قصر البارون بمنطقة مصر الجديدة أثناء حفلة لأحد المطربين، ولا نعرف هل هناك ضوابط حددها المجلس الأعلى للآثار لمثل هذه الحفلات التى تقام فى المواقع الأثرية المختلفة ، أم أن هذه المواقع أصبحت لكسب المال فقط، وأن المجلس الأعلى لا يعنيه إلا جمع حفنة من الجنيهات على حساب هذه الكنوز الكبيرة ..لم نسمع عن تحرك تجاه ما حدث ويحدث فى كثير من المناسبات التى تقام فى هذه المواقع .
من المفترض أن هناك اشتراطات حددها المجلس لإقامة هذه المناسبات والأحداث ..اشتراطات تحافظ على المكان والزمان، وتخضع لمتابعة دقيقة لا تسمح بأى تجاوز أو مخالفة الضوابط .. لكن ترك الأمر لشركات لا يهمها فى المقام الأول إلا جمع الأموال على حساب أى شئ.. فهذا يحتاج إلى وقفة.
……………………….
ثانيًا: من الواضح أن قطاع الآثار قد” خف وزنه “، حيث مشاكل هنا وهناك ، والصمت أصبح منهجاً ليس فى الآثار فقط ، بل فى وزارة السياحة والآثار بالكامل ..كتابة ليل نهار عن مشاكل ورؤى للنهوض بصناعة السياحة والآثار ولا يتحرك ساكناً لمسئول واحد داخل الوزارة ..الوزارة اكتفت فى علاقتها بالإعلام بالبيان الصحفى فقط..وتذكرت أيام كان الإعلام فيها فى مكانة مختلفة ، حيث أنه هو الذراع القوى للقطاع وللوزارة..وهو القوى الناعمة التى تساهم فى توصيل رسالة القطاع وأفكار القائمين عليه ..لكن كل زمان وله رجاله وأفكاره، وكل مسئول يختلف عن سابقيه .. الدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسي تهتم بكل ما يتناوله الإعلام وتتفاعل معه وتتواصل للتوضيح وكشف الحقائق، خاصة إذا كان الإعلام يكتب بدون أغراض ولا تحكمه مصلحة مع أحد ..كتابة فى إطار مسئولية وطنية تجاه هذا القطاع الهام.
……………………….
ثالثًا : ظل قطاع الآثار لسنوات طويلة محتفظاً بمكانته الكبيرة ، ولم نسمع عن مثل هذه التصرفات إلا من وقت أن تحولت بعض المواقع الأثرية منذ سنوات قليلة إلى ما يشبه قاعات الحفلات التى تعمل بدون رقابة ..نحن مع أى فكرة أو رؤية تحقق مكاسب لقطاع السياحة والآثار بشرط أن نحافظ على قيمة أى أثر ولا نتهاون مع من يعبث به ، لكن ترك الأمر بهذا الشكل يضر بكل شئ .
المجلس الأعلى للآثار عليه مسئولية كبيرة للحفاظ على كنوز مصر وثرواتها الفريدة ، خاصة وأن الدولة وخلال السنوات الماضية قامت ومازالت بأعمال تطوير وتحديث للمناطق الأثرية صرفت عليها مليارات الجنيهات لتظهر بالشكل التى يليق بمكانة مصر الكبيرة والتى تمتلك ما لا تمتلكه أى دول أخرى من دول العالم .
ياسادة : مصر جاءت ثم جاء التاريخ .