تداعيات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة تنتقل إلى قطاع الطيران ..

أشرف الحديدى

في تصعيد كبير للنزاع التجاري المستمر بين الولايات المتحدة والصين أصدرت بكين تعليمات لشركات الطيران التابعة لها بتعليق جميع تسليمات طائرات بوينج الجديدة،

يشمل التوجيه أيضًا وقف شراء المعدات وقطع الغيار المتعلقة بالطائرات من الشركات الأمريكية. ويؤثر هذا الإجراء على شركات الطيران الصينية الكبرى، بما في ذلك الخطوط الجوية الصينية، والخطوط الجوية الصينية الشرقية، والخطوط الجوية الصينية الجنوبية، والتي كانت تخطط مجتمعةً لاستلام 179 طائرة بوينج بين عامي 2025 و2027.

تأتي هذه الخطوة ردًا مباشرًا على فرض الحكومة الأمريكية مؤخرًا رسومًا جمركية تصل إلى 145% على السلع الصينية. ردًا على ذلك، أعلنت الصين فرض رسوم جمركية بنسبة 125% على الواردات الأمريكية، مما أدى إلى زيادة كبيرة في تكلفة الطائرات ومكوناتها المصنعة في السوق الصينية.

ومن المنتظر أن تواجه شركة بوينج التي تعتبر الصين إحدى أكبر أسواق نموها، تداعياتٍ كبيرةً جراء هذا التطور. ففي تقريرها عن توقعات السوق التجاري ، توقعت الشركة المصنعة أن تزيد الصين أسطول طائراتها التجارية بأكثر من الضعف بحلول عام 2043 لتلبية الطلب المتزايد على السفر الجوي للركاب والبضائع.

ومن المتوقع أن يستفيد من تعليق تسليمات بوينج، إلى جانب التجميد الأوسع لأجزاء الطائرات الفضائية الأمريكية، ليس فقط منافس بوينج الأوروبي إيرباص، ولكن أيضًا شركة الطائرات التجارية الصينية (كوماك)، التي تدعمها الدولة، والتي تسعى جاهدة لوضع طائرتها النفاثة الضيقة الرائدة، C919، كبديل قابل للتطبيق للطائرات الأجنبية مثل بوينج 737 ماكس وإيرباص A320neo داخل السوق المحلية.

وحصلت شركة ( كوماك )على أكثر من ألف طلب شراء لطائرة C919. وتقدمت شركات طيران صينية كبرى، بما في ذلك الخطوط الجوية الصينية، والخطوط الجوية الصينية الشرقية، والخطوط الجوية الصينية الجنوبية، بطلبات لشراء 100 طائرة. كما تستهدف الشركة المصنعة شركات طيران في إندونيسيا وكمبوديا وكازاخستان، حيث تسعى شركة جارودا إندونيسيا حاليًا لشراء ما يصل إلى 70 طائرة جديدة أحادية الممر، كمشترٍ رئيسي محتمل.

وكشفت شركة كوماك الصينية أيضًا عن خطط لزيادة الطاقة الإنتاجية لطائرة C919 إلى 50 طائرة سنويًا عام 2025.