محمود السيوفى يكتب : وداعاً الفارس النبيل عابد عزالرجال
في يوم 19 فبراير، 2025 | بتوقيت 3:18 م

هو أحد فرسان قطاع البترول المصرى، المشهود لهم بالكفاءة والإخلاص..ولايمكن لمن عرف هذا الرجل أن ينساه..رجل تجد فيه كل الخصال الجميلة ،محب للجميع ،يمتلك قلب طيب لا يعرف الكره أو الحقد ..إنسان بمعنى الكلمة، من السهل أن تجده يبكى لأبسط الأسباب أو المواقف ،يتأثر جداً بالغلابة والبسطاء، وهو الذى يعرفهم جيداً.
المهندس عابد عزالرجال، حالة لا يمكن أن تنساها ،لم ينسى يوماً أنه ابن هذا الشعب المصرى البسيط ،الذى استطاع أن ينحت فى الصخر حتى يصل إلى أعلى المناصب، فهو الذى بدأ أولى خطواته فى قطاع البترول فى مواقع الإنتاج المختلفة ، وبفضل تفوقه ونبوغه وصل إلى أعلى المناصب ،وهو شاهد على كل الأحداث الهامة فى قطاع البترول، وعنصر رئيس فى كل مشاريع القطاع الكبيرة خلال السنوات الماضية وقبل أن يترك القطاع، ومدافع صلب عنه ، تولى رئاسة عدد من الشركات وختم حياته الوظيفيه على كرسى الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للبترول، لينضم إلى قائمة من العظماء الذين ساهموا بكل إخلاص فى بناء نهضة القطاع .
والمهندس عابد عز الرجال، رجل يحمل قلب كبير قد تجده ينفعل أحيانآ، لكنه في دقائق قليلة يرجع عن ذلك ويتحول إلى طيبه مفرطة ،يحس بهموم وآلام البسطاء ويتفاعل معهم ،بل ويحرص فى كل مكان عمل به أن يكون لأبناء هذه الطبقة مكاناً وسط أبناء أهل السطوة وأهل الثقة ،حيث حرص وهو رئيس لعدد من الشركات على إتاحة الفرص أمام أبناء البسطاء، بل وتشجيعهم ومنحهم الفرصة لتولى المناصب الكبيرة فيها .
وتربطنى بالمهندس عابد عزالرجال علاقة منذ سنوات طويلة ،واُشهد الله أننى لم أرى من هذا الرجل إلا كل خير ،ولم أعرف عنه إلا حبه للجميع، كان ” شيخ عرب” يجتمع عنده الأحباب والأصدقاء ،مكتبه مفتوح للجميع ،وقلبه الأبيض الصافى الذى لايحمل حقداً أو غلاً لأحد ،رجل متسامح مع الجميع ،وقبل كل ذلك متسامح مع نفسه ، وأتذكر بحكم قربى الشديد منه عدد من المواقف التى تثبت المعدن النفيس لهذا الرجل ومدى حرصه على ارضاء الجميع وجبر خواطرهم والوقوف مع أصدقائه بكل رجولة .
رحم الله الأخ الكبير والصديق العزيز وعشرة العمر الجميل الفارس النبيل المهندس عابد عزالرجال، وخالص عزائى لأسرته وتلاميذه ومحبيه.تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.