البترول والطاقة

خطاب بعلم الوصول إلى المهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية


في يوم 15 فبراير، 2025 | بتوقيت 6:46 م

السيد المهندس كريم بدوي 

              وزير البترول والثروة المعدنية

تحية طيبة وبعد..،

فى البداية أبعث إليكم أطيب التمنيات،  مع دعائى لكم بموفور الصحة والعافية، وأن يُعيد عليكم هذه الأيام المباركة بالخير واليمن والبركات، وأن يوفقكم فى مهمتكم الصعبة جداً ،وأن يشهد قطاع البترول والثروة المعدنية فى عهدكم طفرة كبيرة تُعيد له سابق عهده..

سيادة الوزير : نحن على أبواب النسخة الثامنة من مؤتمر “إيجبس” ،وهناك سؤال يفرض نفسه :

ماذا قدم مؤتمر ومعرض إيجيبس لقطاع البترول المصرى ؟

                              ………………….

أولاً : يعلم الجميع مدى ما تبذله في الوزارة من جهود منذ توليكم المنصب، حيث تحركات داخلية فى المواقع المختلفة لزيادة الإنتاج، وبحث المشاكل التى تواجه القطاع ،هذا بالإضافة إلى تحركات خارجية لطرق كل الأبواب من خلال عدد كبير من السفريات  الغير مسبوقة، بمعدل سفرية كل أسبوع إلى دول مختلفة فى محاولة لتحريك المياه الراكدة، وهو مجهود كبير وبدون أى قسط من الراحة، بدأ منذ حلفكم اليمين أمام السيد الرئيس..فى الوقت الذى تجد فيه قيادات داخل القطاع كل همها التلميع وتجميل الصورة، ولا نعرف لماذا ؟ ،ولأول مرة نرى كل من يقوم بأداء عمله الذى كُلف به يسعى إلى الإشادة والثناء ،باعتباره هو حامى الحمى والناصح الأمين والمحافظ على المال العام . 

سيادة الوزير : شهدت الفترة الماضية حالة من الجدل الكبير بسبب التعتيم الشديد داخل الوزارة وغلق كل الأبواب أمام الصحفيين الباحثين عن المعلومة ،وعن كل ما يدور من تحركات للنهوض بالقطاع ، حيث اكتفت الوزارة بالبيان الصحفي الذى يتضمن لقاءات الوزير  وسفرياته دون توضيح لخطة العمل ورؤية الوزير للعبور بالقطاع إلى بر الأمان ، ونحن هنا عندما نطالب بذلك، لا نتصيد لكم الأخطاء أو نسعى لمكاسب، وإنما تربطنا جميعاً مصلحة مشتركة هى قطاع البترول المصرى الكبير ،وقبله بلدُنا الحبيب ، وهى مسئولية مشتركة تُحتم علينا أن نعمل سوياً لخدمة هذا الهدف النبيل ..لكل ذلك نحب أن نلفت انتباهكم إلى أن الإعلام له دور مهم للغاية.

                        ……………………….

ثانياً : نعود إلى النسخة الثامنة من مؤتمر “إيجبس” ، وهى فرصة جيدة لإعادة أواصل الود وفتح صفحة جديدة من العلاقات المتميزة فى إطار العلاقات الوطيدة بين الإعلام والوزارة، وهى علاقة يسودها الاحترام والتقدير المتبادل ،هذا بالإضافة إلى أن الإعلام هو الذراع القوى لقطاع البترول والثروة المعدنية منذ سنوات طويلة.

..نعود إلى ” إيجبس ” مرة أخرى ،وهنا سؤال يوجه إلينا باستمرار بحكم التخصص ..ماذا قدم ” إيجبس ” لقطاع البترول المصرى فى نسخه السابقة ؟ ، وماذا سيقدم خلال نسخته الحالية؟ ، وكما تعلمون فإن النسخ السابقة شهدت توقيع أعداد كبيرة جداً من مذكرات التفاهم ،ولا نعرف ماذا تم فيها ؟،وهل هذا المعرض والمؤتمر الكبير الذى يتكلف الملايين ،كل دوره ينحصر فى توقيع مذكرات تفاهم ؟!!، خاصة وأننا تفصلنا ساعات قليلة على الافتتاح ، ولا نعلم حتى الآن أى تفاصيل عن هذه النسخة ،حتى المؤتمر الصحفي الذي تم لهذا الغرض” مؤتمر نص الليل” ،شهد ولأول مرة منع الصحفيين من توجيه الأسئلة، وهذا لم يحدث في وزارة البترول من قبل ،بل وفى أى وزارة أو جهة أخرى ،مع أن عمل الصحفى جوهره الرئيسى هو توجيه الأسئلة ” الصحفي يسأل والمسئول يُجيب” ،وفى حالة أن وقت الوزير لا يسمح ،فلماذا توجيه الدعوة من الأساس للصحفيين ؟.

                     ……………………….. 

ثالثاً : ألا تجد في أجندة أعمالك وقتا للإعلام، الأمر ليس تفضلا أو رفاهية، ولكنه مسؤولية وواجب، فالإعلام يحتاج إلى أن يستمع إلى آراء المسؤول منه مباشرة، وليس عبر البيان أو التصريحات، لأنه يكون أكثر قدرة على التفاعل معه ونقل المشاكل في القطاع والشارع بصفة عامة.

كما أنك تركت الإعلام فريسة لكل من يتخيل أنه أصبح ذو منصب أو مكانة ..هؤلاء يتعاملون بمبدأ القطعة، وبمبدأ التفضيل، وبذلك يغيب الدور المقدس للإعلام كمنبر لنقل الحقيقة، ويتحول كوسيلة للدعاية فقط لهؤلاء وأتباعهم .

يا سيادة الوزير عد إلى الإعلام، وأكثر من لقاءاتك مع الصحفيين، تواصل معهم ولا تتركهم لـ”القيل والقال”، وللبعض الذين يحرصون على تلميع أنفسهم فقط على أعمال هي في حقيقتها “فنكوش كبير”.

وفي النهاية تقبل تحياتي ودعائي لكم بالتوفيق والسداد.. والسلام ختام. 

زر الذهاب إلى الأعلى