فى حوار مع صديق ..سألنى ..هل شاهدت لقاء رئيس مجلس الوزراء مع المستثمرين..قلت نعم ..قال : ما رأيك في كلامه عن الدخل السياحي؟

خلال تواجدى صباح اليوم بمنطقة القاهرة التاريخية ،وإذا بى ألتقى بصديق لم أراه منذ سنوات ،جلسنا على أحد المقاهى ..تبادلنا الحديث وتطرقنا للعديد من الحكايات والذكريات ،ووصل بنا الحديث إلى القطاع السياحي بحكم التخصص ، وقلت لصديقى أن الدولة قدمت للقطاع السياحى خلال السنوات الماضية كل الدعم الغير مسبوق فى كل المجالات، من تقديم دعم مالى للمنشآت السياحية خلال كوفيد 19 ، أو إطلاق مبادرات من خلال وزارة المالية أو البنوك ، للوقوف مع القطاع، منها المبادرة الأخيرة بمبلغ 50 مليار جنيه لزيادة الطاقة الفندقية، كما أن الحكومة تحرص على عقد لقاءات دورية مع المستثمرين السياحيين، للاستماع إليهم وإلى التحديات والصعوبات التى تواجههم ، وتحاول تذليلها وتقديم كل ما تمتلك لزيادة الحركة السياحية الوافدة ، وقلت له حتى فى ملف الحج والعمرة ، الدولة فتح باب العمرة بالنظام المفتوح ، وخصصت 36 ألف تأشيرة حج لشركات السياحة ، وهو نفس الرقم الذى كان قبل فيروس كورونا . 

..سألنى صديقى القديم ..محمود: هل شاهدت لقاء رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الأخير  مع عدد من المستثمرين، قلت : نعم ..قال ما رأيك في هذا  اللقاء، وتحديداً كلام الدكتور مدبولي ورئيس اتحاد البنوك محمد الأتربى عن الدخل السياحى .

قلت لصديق : هذا اللقاء كان أكثر من رائع ، وتحدث دولة الرئيس بكل صدق وصراحة، وأكد خلاله على استعداد الحكومة لتقديم ما تستطيع للنهوض بالاقتصاد القومى .

وبخصوص ما ذكره رئيس مجلس الوزراء عن الدخل السياحي ، حيث قال نصاً ” القطاع حقق 15 مليون سائح، بمعدل إنفاق يومى 100 دولار ،بإجمالي 1000 دولار فى العشرة أيام  ، أو 95 دولار فى اليوم ،بإجمالي  950 دولار فى العشرة أيام ،بما يصل إلى 15 مليار دولار..وعندما أسأل محافظ البنك المركزي عن هذا الرقم ،يقول هى فين ،الأرقام دى.. ما بنشوفش هذه الأرقام بهذه الأحجام ،كل ما يبقى الحصيلة الدولارية جوه الدولة كل ما الكل بيكسب، أو حتى جزء من الحصيلة الدولارية ”  

وقد جاء كلام الدكتور مدبولي، بعد كلام محمد الأتربى، الرئيس التنفيذي للبنك الأهلي المصري ورئيس اتحاد البنوك ، الذى قال فيه “نناشد القطاع الخاص التصديرى أو السياحى ، إنه يبيع الحصائل بتعته للبنوك ، فى مبالغ كبيرة ما بنشوفهاش ، سواء بره مصر ،زى ما بيطلبوا نساعدها ،لازم القطاع يقف معنا  ”

وقلت لصديقى أُصارحك القول ..انتظرت لعدة أيام حتى اسمع ردود على تصريحات رئيس  الوزراء من الاتحاد المصري للغرف السياحية، أو أصحاب شركات السياحة المستجلبة ، أو أصحاب الفنادق ،خاصة من يمتلكون أعداد كبيرة منها ، لكن للأسف يا صديقى الجميع التزم الصمت  ..قاطعني صديقى ..محمود : عندما يتكلم رئيس مجلس الوزراء ورئيس اتحاد البنوك، فإن هذا الكلام مبنى على معلومات مؤكدة ، وبناءاً على تقارير رسمية من البنك المركزي المصري..قلت لصديقى هذا صحيح. 

سألنى لماذا لا يصدر بيان توضيحي من الاتحاد المصري للغرف السياحية  “بإعتباره أبو القطاع السياحي “يكشف فيه حجم ما حققه القطاع وبالأرقام ؟، لتوضيح الحقائق كاملة ، حيث يستطيع الاتحاد ومن خلال غرفتى الشركات والمنشآت الفندقية أو حتى الوزارة ،توضيح ذلك بسهولة ويسر .

..وسألني هناك عدد من المستثمرين ، الذين يطلقون على أنفسهم الكبار . لماذا لم نسمع منهم أى تعقيب ، خاصة وأن الواحد فيهم يمتلك عدد كبير من الفنادق، ويستطيعون أن يقوموا بعملية حصر للمبالغ التى سددها كل واحد منهم لمصلحة الضرائب ، ومنها ضريبة القيمة المضافة؟ 

..سألنى : لماذا تقوم الدولة بدعم الطيران العارض ” الشارتر” ، مع أن الشركات التى يتم تدعيمها ، هى شركات تعمل فى السياحة المستجلبة وتحقق أرباح كبيرة ؟

..سألنى : لماذا لم نسمع عن مستثمر واحد يمتلك فنادق ، وحصل على الأرض ” ببلاش” دولار واحد لكل متر ، وبقروض من البنوك المصرية، أنه قام بالدخول بمشاركة فى أى من المشروعات التي تنفذها الدولة لمصلحة القطاع السياحي ” ولا لازم الملكية كاملة” ؟

..سألنى : لماذا لم نسمع عن كلمة واحد من المستثمرين، تشيد بما تقدمه الدولة للقطاع ” لم نسمع منهم إلا شكاوى ومشاكل وصعوبات فقط”؟

قاطعت صديقى وقلت له : المستثمرون فى القطاع السياحي يتحملون المخاطرة ، ويقومون بالدخول فى مشروعات كبيرة وتتكلف المليارات ولا يمكن أن ننكر دورهم فى صناعة السياحة ، ولا يتأخرون أبداً عن تقديم ما يُطلب منهم ، وهناك عدد منهم يشاركون فى أعمال تفيد القطاع بالكامل ، وانهيت الحديث مع صديقى حتى لا يستمر فى سلسلة الأسئلة التى لا أجد ردود على بعضها ..

ودعت صديقى، على وعد بلقاء أخر قريب ، أستطيع أن أرد على أسئلته.