فى وزارة البترول..” الغازات” و “والبتروكيماويات “..مجرد مسميات ” 1″
شركات قابضة ..ليست نابضة .." " إيجاس" تحولت لوسيط ..و" إيكم" محلك سر
في يوم 29 ديسمبر، 2024 | بتوقيت 12:41 م
آخر إنجازات القابضة للبتروكيماويات هو افتتاح ” إيثيدكو ” منذ تسع سنوات
فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة ، فإن الدولة ، ممثلة فى وزارة البترو والثروة المعدنية، فى حاجة إلى كل دولار يأتى من الصناعات ذات القيمة المضافة، ولكل قدم مكعب غاز يتم إنتاجه لتقليل فاتورة الاستيراد وتدبير احتياجات السوق المحلية.
وقطاع البترول المصرى على مدار تاريخه كان دائمًا عند حسن الظن ، وكان يُضرب به المثل فى الانضباط والالتزام ، وحسن إدارة موارده ، فقد مر على هذا القطاع قيادات كانت بحق على قدر المسئولية، وكانت تتعامل مع كل الظروف بحنكة وخبرة وكفاءة .
استطاع القطاع أن يشارك فى كل عمليات التنمية التى جرت ومازالت على أرض مصر ، من خلال توفير كل ما تحتاجه المشروعات العملاقة من مواد بترولية ، وعلى الرأس منها مشروعات قطاع الكهرباء والطاقة والقطاع الصناعى .
نجح القطاع فى المشاركة في كل ما يتم من إنجازات على أرض الواقع ، من خلال شركاته، أو التزامه بتدبير احتياجات السوق، حيث احتل القطاع خلال السنوات الماضية مكانة كبيرة بين الدول المتقدمة من خلال زيادة الإنتاج أو صناعة البتروكيماويات التى كان ينعقد عليها آمال كبيرة لتحقيق طفرة ، لكن المتابع للقطاع خلال السنوات القليلة الماضية، يجد أنه يمر بظروف غير مسبوقة على كل المستويات، سواء الإنتاج أو البتروكيماويات.
” اليوم الاقتصادي ” يبدأ من اليوم فى سلسلة من الموضوعات، يناقش فيها وجه القصور والخلل ، ويعرض لبعض المشاكل والعقبات التي تواجه القطاع، فى محاولة للمساهمة مع أفكار وتحركات المهندس كريم بدوى” كان الله فى عونه” ، وزير البترول والثروة المعدنية للنهوض بالقطاع، حيث يعرض فى هذه الحلقة أهم المشاكل التى يعانى منها قطاعين من أهم قطاعات الوزارة وهما : الشركة القابضة للغازات الطبيعية” إيجاس”والشركة القابضة للبتروكيماويات ” إيكم ” .
أولاً الشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس “
المتابع لنشاط الشركة خلال الفترة الماضية، يكتشف أنها تحولت لدور الوسيط فقط ، خاصة بعد زيادة الطلب على الغاز الطبيعى ، وتحديداً لقطاع الكهرباء، فقد انحصر دور الشركة فى استئجار مراكب التغويذ لتحويل الغاز المستورد السائل إلى غاز طبيعى ، حيث تركت الشركة متابعة مشروعات الإنتاج فى بعض الشركات دون متابعتها ، أو مناقشة أسباب انخفاض الإنتاج، وتفرغت لعمليات الاستيراد ، ولم نسمع عن اجتماع واحد تم مناقشة أسباب انخفاض إنتاج الغاز فى بعض الحقول بعيداً عن حقل ظهر ، مع أن هناك بعض المشروعات التى تحتاج إلي المتابعة وتذليل بعض العقبات لزيادة معدلات الإنتاج فى عدد من الشركات الصغيرة،أو التواصل مع الهيئة المصرية العامة للبترول لسداد بعض المديونيات لكى تستطيع هذه الشركات إجراء عمليات التنمية لبعض الحقول والانتهاء من الآبار الجديد ، خيث تركت ” إيجاس ” هذه الشركات تتعامل مع الهيئة المصرية العامة للبترول وحيدة ، واستمرت تعانى من سلسلة من الوعود من مسئولى الهيئة دون الالتزام بأى موعد تم تحديده ، خاصة وأن هذه الشركات ترغب فى مبالغ ليست كبيرة ، وهو ما دفع هذه الشركات إلى طلب لقاء الوزير بعد أن امتنعت مسئولة المالية فى الهيئة عن الرد عليهم أو مقابلتهم .
مع العلم أن الكميات التى تدخل على الإنتاج من هذه الشركات قد تصل وبحسب رأى الخبراء والمتابعين إلى أكثر من 300 مليون قدم مكعب غاز يومياً تساهم فى تقليل الكميات التى يتم استيرادها من الخارج ومنها:
مشروع شركة شل بشركة البرلس ،لتنمية المرحلة 11 ، من خلال حفر 3 آبار جديدة فى البحر المتوسط لزيادة الإنتاج.
مشروع شركة جنوب الضبعة بالصحراء الغربية، والتى يزيد الإنتاج بمعدلات تصل إلى 30 مليون قدم مكعب غاز يومياً .
مشروع شركة دانا غاز الإماراتية فى مناطق دلتا النيل والبحر المتوسط.
هذه بعض النماذج التى تعانى من مشكلات بسيطة ، من الممكن حلها ، بشرط توافر النوايا وتحمل الشركة لمسئولياتها والاجتماع مع هذه الشركات والتدخل لدى الهيئة لإنهاء كل المشاكل والعقبات لتستطيع هذه الشركات زيادة الإنتاج بسرعة ويسر .
ثانياً الشركة القابضة للبتروكيماويات ” إيكم ”
هذا القطاع يستطيع حل مشاكل قطاع البترول والثروة المعدنية بالكامل ، بشرط أن يتم وضع خطة حقيقية لهذه الصناعة ذات القيمة المضافة بعد أن أصبح ضعيف بسبب عدم وجود رؤية واضحة تتبعها حالة من التخبط ، ويكفى أن تعلم أن هذا القطاع يمتلك 9 مشروعات كبرى متوقفة تماماً ، وأنه منذ افتتاح شركة إيثيدكو منذ 9 سنوات لم يتم افتتاح مشروع واحد فى هذا القطاع.
لقد تحولت الشركة القابضة للبتروكيماويات إلى ما يشبه أى مبنى حكومى يحكمه الروتين ، حيث تجد أنها الشركة الوحيدة فى قطاع البترول التى يبدأ فيها العمل من الساعة التاسعة صباحاً وينتهى فى الثانية ظهراً فقط .
ولا يستطيع أى رئيس شركة تابعة الجلوس مع رئيس ” إيكم ” بمفرده للحديث عن أى موضوع يخص شركته ، إلا ويصمم على حضور نائبه ، وبدلاً من مناقشة المشاكل أو الموضوعات..تتحول هذه اللقاءات إلى جلسات مرح ، هذا بالإضافة إلى أن بعض الشركات التى تشارك فى نفس التخصص ، لا يوجد توحيد لأساليب العمل ، كل رئيس شركة يعمل بفكره بدون أى تنسيق .
لقد شهدت السنوات الماضية الإعلان عن عدد من المشروعات الكبرى داخل قطاع البتروكيماويات ولم يتم تنفيذ أى مشروع منها ، مشروع الخدمات اللوجستية، والبحر الأحمر، وحتى مشروع ” الميلامين” التابع لشركة موبكو، للتحقيق الاكتفاء الذاتي وتحقيق استقرار للسوق ، ومشروع شركة السويس لمشتقات الميثانول ” sMD” ، حيث وصلت المستحقات على المشروع إلى 50 مليون دولار ،ويعمل ببط شديد منذ 6 سنوات، ويتم التجديد لرئيس الشركة.
ومشروع الصودا اش ، التى لم نسمع عنه شئ ، وهل له جدوى أم لا ؟ ، ومشروع البيثانول .. وهناك مشروع العلمين، التى تكلفت رخصته مبالغ مالية كبيرة .
هذه هى مشروعات الشركة القابضة للبتروكيماويات ، التى من المفترض أن تكون قد وفرت للقطاع عملة صعبة ، لكن للأسف تحولت أغلبها إلى فنكوش كما أطلق عليها مسئول كبير سابق ذات مرة ، بفضل عدم التخطيط السليم والاعتماد على أهل الثقة والتجديد لبعضهما بعد الخروج لسن المعاش ومنهم رئيس شركة سيدى كرير للبتروكيماويات ” سيدبك” ، والذى يحلس على كرسى رئيس الشركة منذ شهر سبتمبر الماضى بدون قرار بعد إنتهاء مدة التجديد الأخيرة، بعد عام ونصف من التجديد .
..هذا بعض من كل مما يجرى داخل القابضة للغازات الطبيعية، والقابضة للبتروكيماويات، ونُكمل فى الحلقة القادمة.